إن الشراكة الجديدة بين Akrivia و Jean-Pierre Hagmannهي عبارة عن اتحاد ملحوظ للمواهب.

بالنسبة إلى أغلبية المتحمسين لآلاات الوقت، فإن الإسم الموجود على ميناء الساعة يخبر الكثير حول مصدر هذه القطعة ومميزاتها. ولكن بالنسبة إلى الخبراء المهتمين بجمع الساعات التاريخية، فإن إسم الدار يشكل فقط قسماً من الحكاية. وذلك لأن الدور كما نعرفها اليوم، والتي طوّرت إنتاجها ليشمل معظم مراحل صناعة الساعات والمكوّنات في مشاغلها، لم تكن موجودة من قبل. وبدل ذلك فإن قطاع صناعة الساعات السويسرية كان عبارة عن نظام يشمل عدداً لا يُحصى من المتخصصين في مجال صناعة مكوّنات الحركات الميكانيكية، الموانئ والعلب، وكانت الدور تطلب منهم صناعة مكوّنات وأجزاء الساعة التي سوف تحمل تواقيعها.

وهؤلاء المتخصصون يعمل خلف الأضواء، وهو ليسوا معروفين إلا من قبل قلة من الخبراء في المجال الذين يقدّرون العمل اليدوي لهؤلاء الفنانين الموهوبين. ولسنا نبالغ عندما نقول أن البعض من هؤلاء الفانين هم العباقرة الحقيقيون الذين يقفون وراء إنجازات عالم صناعة الوقت.

ومن بين هؤلاء العباقرة يبرز Jean-Pierre Hagmann، وهو فنان في إنتاج علب الساعات، وقد صنع نفسه بنفسه. فقد استهل هذا الرجل حياته المهنية كمتدرِّب على الصياغة في العام 1957، وبعد ذلك ذهب للعمل لدى Gay Frères الشركة المعروفة بصناعة أساور الساعات، لينتقل إلى العمل مع عدد من صانعي علب الساعات، قبل أن يؤسس المشغل الخاص به في العام 1984. وإلى جانب تزويد عدد من أرقى دور الساعات بالعلب مثل Audemars Piguet، Jaeger-LeCoultre،Breguet ،  Blancpainو Vacheron Constantinالتي قامت بشراء المشغل في العام 2015، عمل Hagmann مع عدد كبير من الساعاتيين المستقلين خلال فترة التسعينيات ومن بينهم Gerald Genta، Svend Andersen، Roger Dubuis وFranck Muller.

فهو قد عمل على إنتاج العلبة الخاصة بساعة التوربيون الأولى التي تحمل توقيع Fanck Muller إضافة إلى علب Cintree Curvex في العام 1991، وهي العلب البرميلية التي أصبحت بمثابة توقيع للدار. وأيضاً قام بالعديد من الإنجازات لدار Patek Philippe، فبالإضافة إلى العلبة الخاصة بساعة الجيب الشهيرة Star Calibre 2000، قام بإنتاج حوالي 500 علبة للساعات التردادية، وهذا يعادل تقريباً ثلث إنتاجه من علب الساعات التردادية الذي بلغ 1,500 علبة. وهذه العلب ذات المراجع 3974، 3979، و 5029هي بمثابة أهداف للجامعين المحترفين، فبحسب الدكتور Helmut Crott وهو أحد أهم الخبراء في مجال الساعات التاريخية في العالم، “إن الصوت الذي يصدر عن علبة ساعة من إنتاج Jean-Pierre Hagmann يختلف عن الأصوات الصادرة عن الساعات الأخرى حتى ولو كانت تنتمي إلى الدار نفسها” فالنغمات هي أكثر نقاوة وصدى.

في العام 2017، عند تقاعده، قامت دار المزادات Christie’s بدعوة Hagmann إلى أسبوع الساعات في دبي حيث ألقى كلمتين شرح من خلالهما المقاربة الخاصة به لمهنة صناعة الساعات، يقول: “أنا شخص عصامي علّم نفسه بنفسه” ويضيف “لقد عملت على الجمع بين التقاليد من جهة ومخيّلتي من جهة أخرى”. وبالإشرة إلى التقاليد هو يعني رسم التصاميم باليد واستعمال الأدوات اليدوية البسيطة في صناعة النماذج الأولية والقطع النهائية، وإضافة اللمسات النهائية بشكل يدوي، وكل ذلك من دون اللجوء إلى أي تقنية حديثة، حتى عند القيام بحساب القياسات الخاصة بالعلبة، فيؤكد بابتسامة عريضة: “الورقة الميلليمترية هي جيدة”.

“في هذه الأيام، قامت الدور العريقة بإنتاج العديد من علب الساعات الخاصة بالقطع الفريدة، وفي هذه الحالة، فإن إنتاج هذه العلب يدوياً هو أقل كلفة من تحضير الأدوات اللازمة لإنتاج كل من العلب بواسطة الماكينات”.    

إن الجمال اللامتناهي والدقة العالية المستوى لأعمال Hagmann أدّيا إلى أن يكون الساعة التاريخية التي تحمل ختمه المميز JPH أعلى من سعر الساعات الأخرى المشابهة لها والتي لا تحمل توقيعه. فيصفه John Reardon المدير العالمي لقسم الساعات في Christie’s بأنه “أسطورة حية”.

وهذا ما يشعر به أيضاً Rexhep Rexhepi مؤسس دار Akrivia والذي دخل مؤخراً في شراكة معه. فالطرفان يلتقيان على فلسفة موحّدة تقوم على المقاربة البسيطة، إيمان عميق بذكاء اليدين والعينين، والرغبة بإنتاج ساعات رائعة، وهذه العوامل تجعل منهما شريكان طبيعيان بغض النظر عن فارق السن بينهما، كون Rexhepi هو في الـ32 من العمر بينما Hagmann يبلغ الـ78.

وبعد أن قام بتحضير مشغل جديد مجهّز بالأدوات التقليدية الخاصة بصناعة الساعات يقع على بعد خطوات من مشغل Akrivia، يلعب Hagmann دورين أساسيين في هذه الشراكة. الدور الأول هو دور حسّي ملموس قائم على صناعة علب الساعات. أما الدور الثاني فهو تنشئة جيل جديد من صانعي علب الساعات، وهذا الدور هو ربما أكثر أهمية من الأول يقول Rexhepi فهو يهدف إلى “تعزيز وتطوير القدرات الفنية عند الساعاتيين الجدد، وعلينا أن ننقل هذه المعرفة إليهم قبل أن تنطفئ”.

وبعد انتهائه من إنجاز المشروع المشترك الأول له مع Akrivia، وهو عبارة عن العلبة البلاتينية الخاصة بساعة Chronometre Contemporain التي صنعتها الدار خصيصاً لصالح مزاد Only Watch للعام 2019، وجّه Hagmann تركيزه إلى المشاريع المقبلة والساعات التي تعمل عليها الدار حالياً، لا سيما خليفة ساعة Chronometre Contemporain التي ستقوم الدار بإطلاقها العام المقبل.

“أنا سعيد لإنتاجي القطع الجميلة بالشراكة مع Rexhep” يقول Hagmann ويضيف: “هذه الأعمال ستكون بمثابة الإستعراض الأخير الذي سأشارك فيه للألعاب النارية الرائعة”.

إعداد: ساندرا ليين           

مجلة عالم الساعات والمجوهرات العدد 126

 

 

 

كلمات مفتاحية

مقالات ذات صلة