في الذكرى الـ250 لمولد الساعاتي الفرنسي Louis Moinet، قررت دار الساعات الذي تحمل اسمه تكريمه وإلقاء التحية عليه من خلال السماح لأكبر عدد من الجمهور باكتشاف الإرث الغني الذي قام هذا الساعاتي المبتكر والمبدع بتأسيسه، وما زالت الدار حتى اليوم تتابع إغناءه بأعمال مستوحاة من روحية ذلك المؤسس.
إذاً ومن خلال «المتحف الرقمي» أو Digital Museum الذي أطلقته الدار، يمكن للجمهور الوصول إلى المعلومات التي يريدونها من دون أي موانع أو حدود، وأن يتصفّحوا الصور والوثائق التي تدخل ضمن إطار ميراث الدار وتقاليدها وأعمال Louis Moinet الرائدة في المجال منذ بدايات القرن التاسع عشر.
والجدير بالذكر أن هذه الدار هي من الدور القليلة المستقلة التي تحرص دائماً على الحفاظ على إرثها، كما أن المجموعة التي تمتلكها هي من أغنى المجموعات التاريخية في القطاع اليوم، فهي تشمل الكثير من القطع الرائعة التي تحمل توقيع Louis Moinet الشخصي وبخط يده، مع العلم أن هذه القطع جميعها موثّقة ومؤكدة المصدر، وأن أكثرها في حالة جيدة وما زالت تعمل بدقة.
والجدير بالذكر أن سياسة تتبّع الإرث الخاص بهذا الساعاتي المعلم وجمعه، وإيجاد الطرق المناسبة لعرضه على الجمهور، كانت قد وُضعت قيد التنفيذ منذ حوالي 15 سنة، وها هي الدار اليوم فخورة جداً بميراثها وبإنجازاتها، وبالقطع التاريخية الرائعة التي استطاعت جمعها من جديد في مكانها الصحيح والأصلي.
تحتفظ الدار بقطعها التاريخية بطريقتين، الطريقة الأولى تقوم على حفظ ساعات العرض وأدوات الدقة مثل الكرونوغراف الأول المعترف به عالمياً 1816 Compteur de Tierces في مركزها الرئيسي في منطقة Saint-Blaise الواقعة ضمن مقاطعة Neuchâtel السويسرية، أما الطريقة الثانية فهي تقوم على وضع القطع التاريخية في الأماكن التي تم فيها استقبال Louis Moinet مثل البيت الأبيض، والقصر الخاص بالقيصر ألكسندر الأول. إضافة إلى ذلك، فإن القطع التي قام هذا الساعاتي بتنفيذها بناء على طلب كبار الشخصيات في أيامه، ما زالت محفوظة في القصور والمتاحف التي تضم أهم التحف العالمية.
واليوم، أصبح بإمكان الجمهور الإطلاع على كل هذه القطع والابتكارات من أين ما كانوا حول العالم عن طريق الإطلاع على المتحف الرقمي على شبكة الإنترنت، علماً أن هذا الموقع «يقدّم تعريفات ووصف لجميع القطع التاريخية للدار، في محاولة منّا للإضاءة على الجهود التي بذلها Louis Moinet في المجال والإضافات التي أحدثها على القطاع في العصر الذي عاش وعمل فيه إضافة إلى تأثيراته على أجيال الساعاتيين التي تلته»، هذا بحسب المدير التنفيذي للدار ومدير قسم الإبداع فيها Jean-Marie Schaller.
والجدير بالذكر أن هذا المتحف يمكن الدخول إليه من خلال هذا الرابط الإلكتروني www.louismoinet.org والاستمتاع برؤية الصور الـ150 الموجودة حالياً على صفحاته، على أن يتم تعديل المحتوى وتطويره مع الوقت ليتمكن الجمهور المهتم بقطاع صناعة الساعات من التعرّف على أحد أرباب هذه المهنة، أعماله والأعمال التي ما زالت الدار التي تحمل اسمه تغني القطاع بها.
إعداد: ليزا أبو شقرا
مجلة عالم الساعات والمجوهرات عدد 122