نحو تحقيق حلم المجوهرات النزيهة

من هم المبادرون إلى الإصلاح؟

في بدايات القرن الواحد والعشرين، بدأت الشعوب والشركات ودور المجوهرات تسعى جدياً إلى إيجاد الحلول لهذه المشاكل البيئية والاجتماعية، وذلك نظراً لأهمية هذا القطاع ومساهمته في تحسين الإقتصاد في العديد من الدول التي هي بحاجة إلى سيايات تطويرية، فشهدنا على ظهور عدد من المستخرجين والمستخدمين للمعادن النبيلة والأحجار الكريمة الآتية من مصادر نزيهة والتي تلتزم بمبادئ الإستدامة.

من الشركات الأولى التي أخذت هذه المبادرة على عاتقها نذكر Gemfields التي أصبحت اليوم  غنية عن التعريف في مجال استخراج الأحجار الكريمة  بالطرق النزيهة.

هذه الشركة التي تأسست في العام 2007 لتُعتبَر رائدة في هذا المجال، وهي تملك 75% من منجم “كاجيم” للزمرد في زامبيا وهو يُعتبَر الأكبر في العالم، إضافة إلى منجم “مونتيبويز” في الموزامبيق، وهو أحد أكبر مناجم الياقوت في العالم. وهي تعمل على تحديث قطاع استخراج الأحجار الكريمة الملوّنة وتأسيس سبل عيش مستدامة للمجتمعات المحيطة بالمناجم، وتبتزم بالعمل النزيه حيث تلتزم بالتركيز على ثلاث قيم أساسية هي الشرعية والشفافية والمصداقية.

ونذكر أيضاً Fura Gem Inc. التي هي من الشركات الملتزمة باستخراج الأحجار والمعادن بالطرق النزيهة، والتي تأخذ بعين الإعتبار المحافظة على البيئة والإنسان عند وضع استراتيجيات عملها ضمن هذا المجال.

أما من ناحية دور إنتاج الساعات والمجوهرات، فنحن طبعاً نبدأ بـChopard التي كانت من الدور الأولى التي أعلنت تبنّيها مبدأ الذهب النظيف والأحجار المستخرجة بطرق نزيهة ومسؤولة. وضمن هذا السياق بدأت منذ العام 2013 بتقديم مجموعتها من المجوهرات التي أتت تحت عنوان  Green Carpet، كما أنها بدأت بإطلاق الساعات المصنوعة من الذهب النزيه، كما أنها أعلنت خلال العام الماضي أنه وابتداءً من شهر يونيو 2018، سوف ينحصر استعمالها للذهب الذي تحصل عليه من مصادر موثوقة تضمن استخراجه بالطرق النزيهة والمسؤولة التي تنطلق من المبادئ الملتزمة بمعايير الإستدامة.

ونصل إلى Tiffany & Co. التي افتتحت العام 2019 بالإعلان عن أنها من الآن فصاعداً ستتشارك وزبائنها المعلومات حول المصدر الذي تأتي منه جميع ماساتها، وسوف يكشف كل واحد من أحجار الماس التي تزيّن إصداراتها عن مصدره من خلال عبارة ميكروسكوبية محفورة في داخل الماسة وغير مرئية للعين المجرّدة، كما أن فريق عمل الدار جاهز لإطلاع الزبائن على مصدر الأحجار الكريمة المعروضة في نقاط البيع والبوتيكات الخاصة بالدار، إضافة إلى إمكانية معرفة هذه المصادر من خلال الإطلاع عليها على الموقع الإلكتروني لتيفاني أند كو.

وفي الربع الأول من العام 2019، سوف تقوم الدار بإضافة المصدر إلى الشهادات التي تحملها ماساتها، وذلك إلى جانب المعلومات الأخرى حول الأحجار مثل مميزاتها، فئتها، زنتها وغير ذلك. أما ومع بداية العام 2020، فسوف تبدأ Tiffany & Co. بالكشف أيضاً عن المشاغل التي قامت بقطع وصقل الأحجار التي تستخدمها.

هو “العالم الذهبي” ببريقه وخفاياه، حيث يبدو أن “الثمن الحقيقي” للذهب يتعدّى “أسعاره العالمية” ليطال سلامة “الكوكب الأخضر” والإنسان… بعض الناس يدعون إلى تشجيع عمليات إعادة تدوير الذهب الموجود في الأسواق للتقليل من استخراج المزيد منه، وذلك من خلال إقبال الزبائن على إعادة تصميم قطعهم من قبل دور المجوهرات… ربما يكون هذا أحد الحلول المطروحة للتخفيف من وطأة المناجم ولو بشكل ضئيل، إلا أن المناقشات والمناظرات والمحاولات مستمرة على أمل إرجاع “الهوية التزيينية الحقيقية” إلى الذهب والماس والجواهر، والتمكّن من إلغاء “الظلم الباهظ الثمن” يوماً ما عن الطبيعة والإنسان والمجتمع…

 

إعداد: ليزا أبو شقرا         

مجلة عام اساعات والمجوهرات – عدد يناير/ مارس 2019

 

الصفحات: 1 - 2 - 3

كلمات مفتاحية

مقالات ذات صلة