Catherine Rénier تكشف سرّ تميّز Jaeger-LeCoultre على الرغم من التحديات!

بعد توليها منصب المدير التنفيذي منذ شهر مايو 2018، تتحدث Rénier  عن التحديات التي يواجهها عالم صناعة الساعات الفاخرة اليوم وتطلعنا على أبرز ما يجعل دار Jaeger-LeCoultre مميزة. 

                            

في الصالون العالمي للساعات الراقية هذا العام SIHH 2019، أطلقت دار Jaeger-LeCoultre  مجموعة محدودة إلى حد ما من الساعات، مع التركيز على تطوير الناحية الجمالية للعديد من النماذج السابقة في حين تمّ إنتاج قطعة رئيسية واحدة. من الواضح أنه كان خياراً متأنٍّ ومدروس، فما هي الأفكار الكامنة وراء ذلك؟

أردنا حقاً مشاركة جذورنا وإعطاء نظرة عميقة من خلال طريقتين: أولاً، إبداع الحرف الفنية في الدار والتي تعد حقاً فريدة من نوعها خصوصاً اننا اخترنا تقنية الصقل، النقش والنحت وترصيع الأحجار. ثانياً، أردنا أن نظهر قدرتنا العالية في صناعة الساعات الفاخرة من خلال ساعة  Gyrotourbillon 5. فنحن من المصنّعين الحقيقيين ونتقن جميع مهارات صناعة الساعات العالية التي تعتبر جزءاً قوياً من هويتنا. الكثير من الإصدارات التي قدمناها في SIHH رائعة ولكن يمكن بسهولة إخفاءها تحت جناح ساعة Gyrotourbillon 5 لأنها الأكثر تميزاً على الإطلاق.

لقد أصبح من المتوقع أن يكون لكل دار إصدار استثنائي كل عام ينبهر به الجميع. كما لو أن تطوير كاليبر جديد رئيسي سهل مثل صنع مجموعة أزياء أو حقيبة يد جديدة. هل تشعرين أن هذا الأمر قد تجاوز الحدود الطبيعية وأصبح مبالغاً به؟

من أجل أن يعرفك العالم، من السهل إنتاج إصدار مدهش وقول “أنظروا إلى ما فعلناه”. وللقيام بذلك سوف يستغرق الأمر بحدود الستة أشهر، بحيث يظهر على الصفحة الأولى من المجلة مرتين في السنة. ولكن هذا ليس حقيقة ما نقوم به في مجال صناعة الساعات الفاخرة. يستغرق الأمر وقتاً وأحياناً نعتقد اننا أصبحنا على مشارف إطلاق الإصدار مع الآلية المتطوّرة الجديدة، وإذ بنا نتفاجأ بتعديل معيّن، ما يمكن ان يفرض علينا تأخيراً لمدة ستة أشهر. أنا محظوظة جداً لوصولي إلى  الدار في الوقت الذي كنا فيه مستعدين لإطلاق Gyrotourbillon 5. لا يمكننا القيام بذلك كل عام ولا يمكننا التنبؤ متى سيكون جاهزاً، فالتطور ليس علماً دقيقاً.

 

إن عدم القدرة على التنبؤ أمر مثير للسخرية، لأنه في صناعة الساعات الفاخرة، يجب أن تكون جميع الأعمال دقيقة للغاية. كيف تتعاملين مع هذه المفارقة؟

هناك ضغوطات كبيرة للاستمرار في إطلاق إصدارات جديدة مدهشة، وهذا جزء من التحدي الذي يواجهه المصممون الآن في عالم الأزياء الراقية. لكنني أعتقد أننا نحتاج إلى الاسترخاء، نأخذ خطوة إلى الوراء، ونهدأ. لا أقصد التباطؤ الشديد لأن ذلك قد يعني ساعة جديدة فقط كل خمس سنوات. لكننا نحتاج إلى القيام بذلك بشكل صحيح، ونفعل ذلك بطريقة ذات معنى بالنسبة إلى الدار وتاريخها، بدلاً من تحديد ما قد يتوقعه الصالون أو السوق. إطلاق إصدار جديد هو طريقة سهلة لإيصال الصوت، ولكن لدى Jaeger-LeCoultreرسالة أعمق من ذلك.

 

تستعين معظم العلامات التجارية في الوقت الحاضر بسفراء من الوجوه المعروفة بهدف إيصال منتجاتهم للعالم، ولكن هذا ليس عميقاً ولا يدوم بالضرورة

لهذا السبب لا تشاهدين المشاهير على منصاتنا الإجتماعية كل يوم، وكل التعاون الذي لدينا له معنى ودائم. لقد تواصلنا مع Benedict Cumberbatch بعد أن اختار واحدة من ساعاتنا لارتدائها في فيلمه، ثم كان من المنطقي أن نعمل معاً.

نحاول أن نكون مختلفين في هذا الصدد؛ لنكون صادقين، يجب أن نقوم بما نعرفه، ونروي قصتنا الحقيقية ونأمل أن يجدنا الأشخاص الذين يبحثون عن هذه الأصالة.

 

في السنوات الأخيرة، كان هناك شعور بأن العديد من العلامات التجارية تفقد هويتها الحقيقية، فهي تحاول أن تظهر أنها يمكن أن توفِّر كل متطلبات العملاء. فما مدى أهمية تحديد هوية Jaeger-LeCoultre وكيف تختلف عن الآخرين؟

انه أمر مهم جداً. نحن في Jaeger-LeCoultre نعبّر عن أصولنا الكامنة في Vallée de Joux بحيث أن تاريخنا عريق وكبير. لا نعرف كيف نستعرض، ولا نلجأ إلى أسلوب “أنظروا إلى هذه الساعة الجميلة التي صنعناها” أو “تعالوا وانظروا إلى مصنعنا”. هذه هي طريقتنا للتعبير عن هويتنا، لذلك فهي أصيلة تماماً. نحن نعلم دائماً أننا مختلفين عن الآخرين، فنحن نعرف من نحن ولا ننظر عادة إلى الآخرين. لكن صحيح أن نشر الصوت وإظهار التفرّد ليسا بالأمرين السهلين.

 

من بين الأمور التي تميّز جيجر-لوكولتر هو أنها لم تكن يوماً علامة تجارية تتوجّه بشكل حصري إلى الرجال أو إلى النساء، بل كانت دائماً جامعةً للجنسين. هل ترين ذلك كقوة؟

نعم. ليس من السهل أن تكون العلامة رجالية ونسائية على حد سواء، لكن هذا أمر طبيعي جداً بالنسبة إلينا لأنه من الأمور التي لطالما عُرفنا بها منذ اليوم الأول. إنها قوة بالنسبة لنا!

في العام 1929، عندما كانت التعقيدات في الساعات الرجالية تزدهر، قدمنا ​​أيضاً Caliber 101 (أصغر حركة ميكانيكية في العالم) لأننا أردنا أن نلبي حاجة النساء في قراءة الوقت. كانت ساعات  Reversoتُعتبر موجّهة فقط للرجال، ولكنها أيضاً نالت إعجاب النساء وأصبحت من الساعات التي يستعملنها. لذلك طوال تاريخ الدار، كان الرجال والنساء على حد سواء جزءاً من تفكيرنا.

 

ما هو التأثير الأكبر لعصر المنصات الرقمية؟ هل تعتبرونه إيجابياً أم أن هناك جانباً سلبياً خاصة بالنسبة للدور العريقة التي تتمسك بالإرث مثل جيجر-لوكولتر؟

أولاً، إنها ميزة. فهي تساعد فعلياً في إيصال الصوت كونها منصة يمكن من خلالها بلوغ العالم كله. التحدي هو الحاجة إلى أن تكون الدار متسقة جداً في كل ما تفعله. لأن المعلومات موجودة في كل مكان، وهي فورية – من الصين إلى دبي إلى لوس أنجلوس- يعد التعبير عن الهوية الحقيقية للعلامة التجارية أكثر أهمية من أي وقت مضى. العالم الرقمي صاخب للغاية وكثير الإنشغال، وإذا كانت الدار تعبر عن نفسها بالطريقة نفسها التي يعبّر بها الآخرون، فسوف تضيع بسرعة كبيرة. نحتاج لأن نكون دقيقين في أعمالنا، يجب أن نتحدى أنفسنا في التعبير عن تلك الأصالة بطريقة إبداعية طوال الوقت. وهذا ما يجعل الأمر مثيراً للاهتمام بالنسبة لنا!

 

نظراً إلى أن المنصات الإلكترونية قد أتاحت المعلومات بشكل سهل وسريع، فإن ثقافة العملاء وجامعي الساعات باتت أوسع في هذا المجال. كيف يؤثر هذا الأمر عليكم؟

تُقابَل أي رسالة جديدة أو منتج جديد برد فعل فوري، مع استفسارات من جميع أنحاء العالم. من قبل، كان الأمر سيستغرق شهوراً أو سنوات لنشر الكلمة، إلا أنه وفي عصرنا الحالي بات العميل يملك معلومات عن الإصدارات الجديدة توازي تلك التي يعرفها الموظف في بوتيكاتنا. هذا تحدي لجميع العلامات التجارية، وليس لنا فقط!

 

إن دار تاريخية مثل جيجر-لوكولتر لديها الكثير لتتحدث عنه، غير المنتجات الجديدة. فما هي أهم الرسائل؟

هناك قصص نفتخر بها في عالمنا الخاص، مثل Caliber 101 أو ساعاتDuomètre  أوMemovox ، ولكن بالنسبة للعالم الأوسع، فهي متخصصة للغاية وهادئة جداً. هدفي هو أن أنشر هذه القصص الفريدة لتصل إلى جمهور أوسع وأكبر. بالطبع نحتاج أيضاً إلى أشياء رائعة مثل Gyrotourbillon 5، لكننا لسنا بحاجة إلى إعادة ابتكار كل شيء.

 

هل يمكن أن يكون التراث في بعض الأحيان عبئاً؟ أم الأمر مرتبط بكيفية نقل التراث في يومنا هذا بمهارة لجذب أجيال معينة؟

نظراً لكون عمر الدار يبلغ 186 عاماً، فتاريخنا غني بالإصدارات وأعتقد أننا بحاجة إلى احترام ذلك. كل ما فعلته الدار، في كل مرحلة من مراحل تطورها، جاء لسبب ما؛ لا يوجد شيء يجب إخفاؤه، وسيكون من الخطأ للغاية التلاعب بالقصة.

ومع ذلك، فنحن نريد أن نجعل الأمر أكثر سهولة، لتسليط الضوء على أشياء معينة. قد نبدو وكأننا كبار في السن لكني أرى أن ذلك هو نقطة قوة: فعمرنا هو أساس خبرتنا، ما يمكننا اليوم من أن نكون دار حديثة للغاية وديناميكية ومتحمسة. مهمّتي هي مشاركة ذلك مع العالم.

إعداد: ساندرا ليين   

مجلة عالم الساعات والمجوهرات العدد 125

 

كلمات مفتاحية

مقالات ذات صلة