في ما يتعلق بالشغف والفن، فإن قصة Marcin Rogal مميّزة وغير متوقعة إلى حد ما. فقبل عشر سنوات، قرّر الشاب البولندي البالغ من العمر عشرين عاماً، والذي كان يعمل سباكاً في مدينة نيويورك، أن يمضي ليلته في شقته الصغيرة ليعلم نفسه كيفية الرسم. وبعد رفض أعماله من قبل العديد من المعارض، انتقل إلى وسائل التواصل الاجتماعي تحت اسم MrArtPride للترويج لأعماله، وبدلاً من ذلك بدأ بسرعة في اكتساب قاعدة جماهيرية – بما في ذلك متابعة كبيرة داخل مجتمع عشاق وجامعي الساعات. فأكثر ما تفرّد به هذا الفنان الشاب، هي براعته في رسم الساعات العالية الدقة (بتفاصيلها الدقيقة) وإدراجها بطريقة مبتكرة مع بعض الشخصيات والعناصر المشهورة.
إن Marcin Rogal قد طوّر مهاراته وشغفه للفن والتصميم، في ثلاث قارات (بولندا والولايات المتحدة وأستراليا). أدى بحث مارسين عن الجمال إلى إنشاء العديد من اللوحات التي لا تنسى، والتي تتميز بتركيز كبير على التفاصيل.
فالمهمة الرئيسية لفنه لا ترمز فقط إلى الجمال، ولكن لعرض المشاعر الإنسانية والأحلام، وكذلك لاستكشاف العلاقة بين الوعي واللاوعي؛ من خلال المواضيع والأشكال والألوان.
إن مارسين روغال مقيمٌ حالياً في بولندا، بالضبط في لومزا، فهو اعتاد العيش في وارسو (العاصمة) لكنه يفضّل الطبيعة والمساحات الشاسعة أكثر. وعن خبرته المهنية يقول روغال “بدأت أعلّم نفسي وأتدرّب على فنّ الرسم منذ عشر سنوات، لكني حوّلت شغفي إلى مهنة منذ خمس سنواتٍ فقط”. ويتابع ويقول” في البداية قمت ببيع لوحاتي الأولى لأصدقائي، وكانت هذه أفضل طريقة ليتعرّف المحيطين بي على أعمالي الفنية”.
وعن حقيقة شعوره بالرهبة من الشهرة يقول روغال “لا أشعر بأنني “مشهورٌ” حتى الآن. عندما أرسم أشعر بالطريقة نفسها التي شعرت بها أثناء ممارستي للرسم في شقتي في نيويورك، فأنا أحاول فقط القيام بعمل أفضل في كل مرة أبدأ فيها بلوحة جديدة. إن وجود قاعدة كبيرة من المتابعين وهواة الجمع أمر يحفزني فقط على العمل بجدية أكبر، حيث لا أريد أن أخيب أمل الناس الذين كانوا يؤمنون بي ويدعمون عملي منذ البداية”.
إن مارسين روغال لا يؤمن أبداً بالقفزات الكبيرة عندما يتعلّق الامر بالتقدم على المستوى المهني” أنا أعمل يومياً وأحاول أن أنمو شيئاً فشيئاً. أي انه إذا قمت بنقل نفسك بمقدار 1 سم كل يوم، فستجد نفسك أعلى بثلاثة أمتار ونصف فوق سطح الأرض في غضون عام واحد فقط”.
أما عن قيمة أعمال روغال، فتتراوح اليوم الأسعار بين 5000 و40000 يورو. أما عن الطريقة التي يختار فيها مواضيع (غير الساعات، وكذلك الساعات) يقول “أرسم ما يعجبني، إما أنني أعتقد أن أمراً ما يبدو رائعاً وأحاول بناء رسالة حوله، أو قد يكون لدي رسالة ثم أحاول بناء تمثيل مرئي لها. الإلهام يأتي فقط من بعض المهام أو المحادثات أو الأحداث”. أما في ما يتعلق بالرسائل التي تمثلها لوحاته ” إن كل لوحة لها بعض المعاني وراءها، فهي إما شخصية أو من العالم “الخارجي”. لا أحب شرح عملي، حيث أعتقد أن كل شخص يمكن أن يجد فيها رسالة او معاني مختلفة”.
ويتابع روغال ويقول أن “هدف الفنان هو إستخدام فنه للتعبير عن نفسه ولطرح أسئلة حول الحياة، العالم والمجتمع، بالإضافة إلى تجميل الأشياء. من هنا، على الفنان التعبير عمّا يشعر به ويراه مناسباً”.