من خلال قدرته على الجمع بين الخطوط الهندسية التقليدية، الديكور المعاصر والخدمة الرائعة، يمكننا القول أن فندق Ultima Gstaad الذي تم افتتاحه مؤخراً سيلاقي النجاح المؤكد.
عندما تقرر افتتاح فندق جديد ضمن منتجع ضخم معروف جداً، وإذا أردت لمشروعك هذا النجاح، فإن ذلك الفندق يجب أن يكون مميزاً بكل ما للكلمة من معنى. وعندما يكون المنتجع Gstaad، يجب عليك أن لا تكتفي بتقديم الأجواء التي تدعو إلى الراحة والإستجمام، بل عليك أن تحرص على تقديمها بأسلوب رائع وخاص جداً. وبعد سماع الكثير عن هذا الفندق الجديد، كان من المفرِح استلام دعوة لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في ربوعه، بعد أيام متعبة في معرض Baselworld (والجدير بالذكر أن هذا الفندق يستقبل الرواد على مدار السنة، على خلاف الفنادق الأخرى الواقعة في Gstaad).
يقع Ultima في وسط الحقول الجانبية للقرية، وإذا نظرت إليه من الخارج فإنك حتماً سترى بناءً خشبياً تقليدياً مضاءً بخطوط من الضوء، وشرفات مزينة بالأحواض المزروعة بالأزهار. ولكن بمجرد أن تخطو خطوة إلى الداخل، تدرك أن هذا المكان هو أبعد ما يكون عن المكان «القديم الطراز»: هناك ثريا ضخمة متدلية من السقف إلى الأرض، آلة بيانو مزيّنة برسومات للفنان الأميركي Alec Monopoly في إحدى جوانب القاعة الرئيسية، المصعد يبدو وكأنه منحوتة عصرية يمتزج فيها الفولاذ مع المرايا.
لقد قام المصممون بعمل رائع في الجمع بين ما هو قديم وما هو جديد، فالخطوط الهندسية التقليدية التي استُعمِل فيها الخشب القديم والمجَدَّد بشكل كبير شكلت محيطاً رائعاً للديكور والأكسسوارات الحديثة. تطغى «الخطوط الواضحة» على الديكور ككل، وقد انحصرت الألوان بالكريمية والبنية والبيج، كما تم استعمال العاج والجلد والفولاذ، أما الألوان فقد تم إدخالها على المشهد العام من خلال الإضاءة ولكن بشكل غير مبالغ فيه.
من الواضح أن مالكي الفندق أرادوه ليس فقط فاخراً، بل قادراً على تأمين الخصوصية لرواده، لذلك فإن عدد أجنحته لا يزيد عن 11 جناحاً، وهو يتضمّن أيضاً 7 شقق فخمة. وبما أن إدارة الفندق اختارت أن تستضيفنا في إحدى تلك الشقق الفخمة، تمنيت لو كانت بصبحتي عائلة كبيرة لتملأ مساحة المنزل الشاسعة وغرف نومه الأربعة. ولكن كان من الممتع الاستفراد بتلك المساحة الرائعة، مع الشرفات المطلة على المناظر الطبيعية الخلابة، المدافئ الأنيقة المفتوحة، والمطبخ العصري الذي وفي ظل ظروف أخرى كان ليستطيع أن يدفعني إلى لعب دور الشيف المحترف بسرور تام.
يضم Ultima أيضاً منتجعاً صحياً ضخماً مساحته 800 متر مربّع، رائع من الداخل حيث طغى عليه الرخام الأسود والخشب والجلد الكريمي اللون، يتضّمن مساحة مشمسة مع مسبح خارجي، كما تجد في داخله مسبحاً آخر مخصص للاسترخاء، حيث يتم تدليل البشرة بواسطة مستحضرات La Prairie. ولا يقتصر الأمر على جمال وأناقة هذا المنتجع الصحي، بل يتميّز فريق عمله أيضاً بمستوى عالٍ من الحرفية بما خص علاجات البشرة. أضف إلى ذلك أن العصائر الطبيعية التي تُقدَّم في هذا المنتجع رائعة المذاق، تشعر وكأنها آتية من كوكب أو عالم آخر. أما السلاح السري للمنتجع الصحي فهي عيادة Aesthetics Clinic التي أسسها ويديرها الدكتور المشهور عالمياً في مجال التجميل Xavier Tenorio. فمهمة هذه العيادة تذهب أبعد من العلاجات التجميلية المتعارف عليها (والتي يقوم بتطبيقها فريق متخصص من الأطباء) فترتكز برامج العلاجات فيها على نتائج فحوصات معينة للحمض النووي، بإمكانها أن تحدد نقاط الضعف والقوة في بشرة كل شخص للتمكن من إعطائه العلاجات المناسبة له.
كل ذلك لنقول أن Ultima Gstaad يؤمن لرواده أقصى حد ممكن من الراحة، ولكن ليس فقط المضمون والخدمات ما يعطيه تميّزه هذا، بل أيضاً المستوى العالي للخدمة التي يقدّمها فريق العمل. فالرجل الأنيق الذي استقبلنا عند الوصول، وقبل نزولنا من السيارة حتى، تحوّل إلى المرافق المسؤول عن خدمتنا طوال فترة مكوثنا في الفندق. لم نضطر إلى الإنتظار عند مكتب الإستقبال لتسجيل دخولنا إلى الفندق، بل شرع هو إلى إرشادنا فوراً إلى الجناح المخصص لنا حيث قام بمهمة الإستقبال التقليدية وتسجيل البيانات. إلى جانب ذلك فإن الفريق الخاص بخدمة الغرف كان يحضر إلينا بلمح البصر عند طلبه، والوجبات كانت تُقَدَّم إلينا بشكل أنيق جداً على طاولات مطعم Duchessa حيث تُطهى أشهى الأطباق العالمية، وفريق العمل يجمع بين المهارة في إعداد الطعام من جهة، والاستقبال الدافئ من جهة أخرى. مع أن عمر Ultima Gstaad لا يتجاوز الأشهر الستة، إلا أن الإقامة في هذا الفندق ترتقي إلى مستوى أعرق الفنادق وأرقاها.