بالنسبة لغالبية كبيرة من المتحمّسين للساعات، تشتهر Blancpain في الغالب بأمرين؛ أولاً ساعاتها الراقية والأنيقة والمعقدة من مجموعة Villeret وبالطبع ساعات الغوص ضمن مجموعة Fifty Fathoms. وإذا كانت هذه الدار متقنة تماماً لهاتين الفئتين من آلات الوقت، فإن Blancpain لا تكتفي بهذا، وإنما هي تقدّم إلى جمهورها أكثر من ذلك، ونحن بالطبع نعني مجموعة Pilot’s Watches وبالتحديد النموذج الشديد التميّز من هذه الساعات والذي أتى تحت عنوان Air Command Flyback Chronograph والذي تطلق منه موديلاً جديداً اليوم. فالنسخة الأولى المعاد تصميمها والتي أطلقت في العام 2019 استطاعت ترك انطباع جيد لدى الجمهور، وبعد بيع جميع قطعها الفولاذية، ها هي الدار اليوم تعيد طرح هذه الساعة ولكن هذه المرة بعلبة مصنوعة من التيتانيوم وميناء أزرق اللون مما يمنحها مظهراً أكثر حداثة.
هذه الساعة هي أحد الموديلات الأكثر تعقيداً ولكنها في الوقت عينه ليست معروفة جداً في القطاع، قصتها تعود إلى ابتكار آلية Type 20 بحسب طلب وزارة الدفاع الفرنسية التي كانت تبحث عن ساعة كرونوغراف عالية الدقة مع ميناء أسود ومؤشرات وعقارب مضيئة لقراءة واضحة إلى جانب وظيفتيّ العودة إلى الصفر والثواني الصغيرة، والجدير بالذكر أن الدار كانت تعمل على إنتاج كرونوغراف بهذه المواصفات قبل أن يتم اختيارها من قبل وزارة الدفاع الفرنسية. وبعد مرور بضع سنوات، بدأت القوات المسلحة الأخرى بالبحث عن آلات وقت مماثلة، وقد استطاعت Blancpain إثارة اهتمام البحرية الأميركية وأنتجت لها ساعات الغطاسين Fifty Fathoms كما وأنتجت في خمسينيات القرن الماضي ساعات خاصة بالطيارين الأميركيين تحت عنوان Blancpain Air Command ولكن إنتاج هذه المجموعة كان محدوداً جداً، ولم تُطرح هذه الساعات كمنتج تجاري في السوق. ولكن الدار أعادت إصدارها في العام 2019 بعلبة فولاذية ومؤشرات معتّقة في تحية إلى النماذج الأولى منها، وها هي اليوم تمنحها طلة عصرية وتقدّمها إلى جمهور الساعات المتحمّس.
وفي حين أن الموديل الفولاذي الذي بلغ عامين من العمر هو وفيّ تماماً للموديل الأصلي للمجموعة من حيث التصميم والمواد، أتى النموذج الجديد بتصميم مشابه ولكنه هذه المرة ارتدى التيتانيوم وضم ميناءً أزرق اللون. والجديد في هذه الساعة أيضاً هو استخدام التيتانيوم Grade 23 الذي يتميّز بانخفاض تركيز الأوكسيجين والنايتروجين والحديد في تركيبته، وهو يُستخدم في التطبيقات الطبية، وبالتحديد في صناعة الغرسات الطبية التي سيتم وضعها داخل الجسم كونه مقاوم بشكل هائل للتآكل ويحافظ بشكل كبير على طبيعته وتركيبته مما يجعله مناسباً للاستعمال حيث تكون صفة المتانة مطلوبة بشدة.
قطر العلبة 42,5ملم وسماكتها 13,7ملم، مغلفة بالكريستال السافيري من الجهتين ومقاومة لضغط الماء حتى عمق 30 متراً كما وتم تزويدها بإطار دوار بالاتجاهين. وفي قلب هذه العلبة تنبض حركة الدار الأوتوماتيكية Calibre F388B التي تعمل على وتيرة 5Hz وتتمتع بمخزون للطاقة من 50 ساعة، والجدير بالذكر هنا أن وظيفة كرونوغراف العودة إلى الصفر تُعتبر مثالية للطيارين لأنها تتيح لهم أعادة ضبط عملية التوقيت السارية لديهم بضغطة واحدة على الزر الدفعي بدل من الحاجة إلى الضغط ثلاث مرات أي الإيقاف ومن ثم التعديل وبعد ذلك إعادة التشغيل. وتنتهي هذه الساعة بحزرام من الجلد الأزرق مع مشبك من التيتانيوم. ونشير أيضاً إلى أن الدار سوف تنتج هذه الساعة أيضاً بعلب من الذهب الوردي.
اعداد: ليزا ابو شقرا