حقائب Cartier رمز الأنوثة والرقي / لمحة عن الحقائب الفاخرة التي أنتجتها الدار حديثاً استذكاراً لإنتاجاتها السابقة في هذا المجال والتي تعود إلى حوالي 100 عام
أعادت دار Cartier إحياء عادة قديمة كانت قد بدأتها في مطلع القرن العشرين، وهي عادة تصميم الحقائب المسائية التي تصلح للإستعمال على أنها مجوهرات أنيقة، تعيد إلى الواجهة مزيجاً بين تقاليد المجوهرات الفاخرة وبعض المهن القديمة.
في مجموعتها الجديدة من الحقائب جمعت Cartier عدداً كبيراً من الخبرات الإستثنائية، إن على صعيد التصميم، أو التطريز في Maison Lesage، أو صناعة الريش في Maison Lemarié، أو طيّ الساتان في Maison Lognon. فتميّزت تصاميمها وحقائبها بالمخمل المقلّم، والغبار المذهّب المشع، وتقنيات الصقل، والعقدات المميزة. ذلك إضافة إلى المشابك والأقفال التي هي عبارة عن قطع مجوهرات يمكن التزيّن بها منفصلة، كونها قادرة على التحوّل إلى بروشات أو قلادات يسهل ارتداؤها وتنسيقها مع المناسبات المختلفة.
ومن أبرز الأمثلة على ما قدّمته الدار من حقائب حديثة، الحقائب التي ضمتها إلى مجموعة Cactus de Cartier، وقد أتت بألوان متنوعة بين الأخضر والبرتقالي والذهبي، وهي تُقفل بواسطة مشابك مزينة بمجسم الوردة الوحشية المغطاة بالشوك.
بين Cartier والأحجار الكريمة علاقة تاريخية
وفي عودة في التاريخ إلى ذاكرة دار Cartier، نرى أن هذا النوع من حقائب اليد المزوّدة بمشابك على شكل قطع مجوهرات، ظهرت للمرة الأولى في مطلع القرن العشرين، حيث رأت الدار أنها تستطيع أن تأتي بأفكار جديدة متطوّرة، ولتطبيقها يمكنها أن تستعين بخبرات فنانيها في مجالي الصياغة وصناعة الجلديات. فشرعت حينها إلى توظيف الحرفية المتقنة التي في متناول يديها، وعملت على تطوير أسلوب التصميم لديها، وحوّلت هذه المجوهرات إلى أقفال ومشابك لحقائب يدوية تواكب الموضة من جهة وتكشف عن حرفية التصميم والإبتكار الرائع. ما اعتبر شكلاً جديداً من أشكال التعبير الفني الخاص بالدار، وقد سحر الزبائن في تلك الفترة.
وفي العام 1906، ظهرت “حقيبة المجوهرات” الأولى إذا صح التعبير، وقد تم تزيينها بسلسلة من الذهب مزيّنة بمشبك على شكل رأس بومة، ما جعلها محطّ أنظار العديد من النساء الراقيات حيث أصبحت خير مثال على طريقة التعبير الفنية المبتكرة التي اعتمدتها Cartier في تلك الفترة.
ولم تقف الدار عند هذه الحدود فحسب، إنما انخرطت في عشرينيات القرن الماضي في مسيرة النساء النضالية للحصول على حقوقهن، فكانت السبّاقة في دعمهن وتقديم الأفضل لهن ليتمتّعن بإطلالة مناسبة لمطالبهن. ففي تلك الفترة بدأت النساء بالتحرّك في سبيل الحصول على حقوقهن وتحرير أنفسهن من التقاليد والعادات المحافظة التي كانت سائدة حينها.
وفي تلك الفترة، عندما تجرأت النساء على إظهار قاماتهن الممشوقة بطرق بارزة ومثيرة، مع تسريحات الشعر القصير كالرجال، من أجل المطالبة بحريتهن، سعت دار Cartier إلى التحرّك بطريقة لافتة حيال تقديم الدعم للنساء خصوصاً على صعيد تطوّر تصرفاتهن وإطلالاتهن، فقدّمت لهنّ حقائب فاخرة عرفت حينها بحقيبة التفاخر.
هذه الحقيبة، التي صممتها الدار لتعكس استقلال المرأة، هي عبارة عن تصميم مربع يسهل على النساء حملها في كل مناسبة وحفلة. وقد نالت هذه الحقائب استحسان النساء جميعهن، حيث اختارت الكثيات منهن حمل حقائب اليد هذه التي تضفي لمسة من المشاغبة على إطلالة المرأة، مرفقة بشعور كبير بالإستقلالية والحرية. فتصميمها المبتكر حينها، أكسبها هذه الشهرة في الأوساط النسائية، حيث تبرز جيب صغيرة من الداخل يمكن للمرأة أن توضّب فيها بعض الحاجيات الخاصة على غرار أحمر الشفاه والمشط الصغير وحتى علبة السجائر، ما يوفّر لهن الفرصة باستمرار لتجميل إطلالتهن في أي وقت كان، خصوصاً في الأماكن العامة، بالإضافة إلى حرية التدخين على خلاف ما كان سائداً حينها، أو بكل سهولة التأكد من أن مظهرهن لا يزال سليماً وأنيقاً.
هذه الإبتكارات في التصميم والتطريز والتزيين، وتحويل الحقائب اليدوية إلى مجوهرات أنيقة، كانت فكرة ملهمة دار Cartier والناطقة الرسمية باسمها، Jeanne Toussaint، التي اشتهرت بتألقها المستمر، وفخامتها المطلقة في مختلف الأوقات والمناسبات. فكانت تتزيّن بأجمل الملابس باللون الأسود مع الأحذية الروسية، ولم تغب عن إطلالتها المجوهرات الثمينة والفريدة، خصوصاً الخواتم الفاخرة والسلاسل المصممة من اللؤلؤ. وعرفت بحبها الكبير للنمور، وهذا ما حولّها إلى رمز مهمّ للدار، لا تزال متبعة حتى اليوم. فالنمر بالنسبة إلى Cartier هو من أبرز العلامات الفارقة التي تدل على تاريخ الدار العريق. ولم تقف حدود النمر عند حب Toussaint، إنما وصل هذا الحيوان الرمزي إلى Barbara Hutton، الوريثة الأميركية التي سعدت لحصولها على مجسّم لحيوانها المفضل معلّق كمشبك على حقائبها الفاخرة.
ولا يمكن اعتبار النمر الحيوان الوحيد الذي اهتمت الدار بتقديمه إلى الزبائن، بل عملت على إطلاق العديد من التصاميم المبتكرة الخاصة بهذه الحقائبوقد زادت Cartier على النمر مجسماً للتاج مع حرف N مرصّع بالماس إلى الحقيبة التي قامت Hutton في العام 1961بتقديمه كهدية إلى شقيقة زوجها، الأميرة نينا مديفاني، باعتبار أنه يحمل الحرف الأول من اسمها وقد زُيِّن بالماس.
وبدورها، إنتقت الممثلة المكسيكية María Felix، حقيبة يد فاخرة من جلد حيوان الرنة زيّن بمجسّم للكائنة الأسطورية Chimera التي لديها رأس أسد ولكنها تنفخ النيران كالتنين، وقد زُيّن هذا المشبك بالأونيكس والمرجان والماس.
وفي العام 1924، هناك إعتقاد سائد بأن تصميماً فاخراً من حقيبة يد على شكل أنبوب أسطواني مذهّب، زيّن بخطوط من طلاء المينا الأبيض، ويحمل حرف C مرصّع بالماس، قدّمه دوق Westminster لحبيبته Coco Chanel لتتألق به بفرادة في مختلف المناسبات.
ماذا في جديد Cartier؟
وبالعودة إلى التصاميم الحديثة التي أعيد إحياؤها من قبل دار Cartier، تم التركيز على النمر، الحيوان الأقرب إلى قلب الدار، خصوصاً مع ما يحمله من رمزية الأنوثة الطاغية والمسيطرة. فقدّمته الدار بطريقة فاخرة في المجوهرات الساحرة، على غرار حقيبة Panthère de Cartier Clutch التي عرضت في تشرين الثاني من العام 2016، إذ صممت من الجلد الأسود الفاخر مع مشبك على شكل رأس نمر من الذهب، بالإضافة إلى سلسلة ذهبية لحمل الحقيبة.
وبعد سنة تحديداً على إصدار تلك الحقيبة، برزت حقيبة جديدة وملفتة تحمل في تصميمها صورة النمر بألوان مختلفة ومميزة، تظهر بوضوح على الحقيبة الجلدية باللون الأخضر. وقد أطلِقت حقيبة اليد هذه في تشرين الثاني من العام 2017.
كما وأرفقت الدار مجموعة مجوهراتها المستوحاة من الصحراء Cactus de Cartier ، بحقائب مميزة تتميّز بمشابكها المصمم على شكل نبات الصبار، وقد تم ترصيعها بالزمرد والماس والأحجار الكريمة الأخرى. وقد ظهرت هذه الحقيبة في ايلول العام 2017.
مجلة عالم الساعات والمجورهرات العدد 119 / يناير-مارس 2018
إعداد ماري الحصري