حرصت دار Jaeger-LeCoultre أيضاً على مشاركة شغفها بالشمس والقمر وحركة الكواكب مع جمهورها، فقدّمت لهم نماذج من الساعات التي تتضمن وظائف مستوحاة من الفلك، منبع إلهامها الدائم الذي لا ينضب، وقد استعانت بها لتعبّر عن خبرتها وحرفيتها في صناعة الوقت من حيث الشكل والمضمون. للإطلاع بشكل أوضح عن هذا الجديد الموجَّه إلى الرجال كما السيدات، أجرينا حواراً خاصاً في جنيف مع مدير قسم الإبداع في الدار Janek Deleskiewicz، كشف لنا أكثر من خلاله عن سياسات الدار الخاصة بالتصميم والإنتاج، وعن علاقتها الوطيدة مع زبائنها، وجمهورها الأنثوي بشكل خاص.
كل عام تقدّم Jaeger-LeCoultre إصدارات جديدة مستوحاة من عالم الفلك، فما الجديد والمختلف ؟
نطلق نماذج جديدة من قارئات الوقت التي تلقي التحية على الفضاء. من هنا وضعنا القمر والوظائف الفلكية على موانئ نماذج مختلفة في كل من مجموعاتنا المعروفة مثل Rendez-Vous وDuomètre وMaster Grande Tradition حيث تم جمعها مع تعقيدات أخرى كالدقائق التردادية minute repeater، التوربيون الأسطوانيtourbillon cylindrique، والكروي spherotourbillon وغير ذلك من الوظائف التي تعبّر عن قدرة الدار على المزاوجة بين التعقيدات والخطوط الجمالية وأحجار الماس التي تم وضعها على علب النماذج النسائية. وهنا أشير إلى أن الدار تمنح اهتماماً خاصاً بالقطع الموجّهة إلى السيدات كون جمهورها الأنثوي هو في حالة نمو مستمر وسريع.
المعروف أن السيدات لم يبدأن بارتداء الساعات المعقدة إلا منذ فترة قصيرة نسبياً، ولكن أنتم تنتجون هذا النوع من قارئات الوقت منذ وقت طويل. فكيف تفسرون ذلك؟
لا شك أن صناعة الساعات المعقدة تتجه بشكل كبير نحو الرجال، وقد أنتجنا الكثير من النماذج الرجالية الشديدة التعقيد في الماضي. ولكننا قمنا بنقاشات طويلة أيضاً مع جمهورنا من السيدات حول ما يجذبهن في آلات الوقت، وهن قمنَ بطلب إنتاج ساعات التوربيون والروزنامة الدائمة والدقائق التردادية الخاصة بهن، حتى أن البعض منهن طالبن مؤخراً بساعة نسائية تتضمن التوربيون الجيروسكوبي gyrotourbillon. إذاً، عندما بدأنا بإنتاج الساعات المعقدة النسائية، كنا مدركين أن السوق جاهز لاستقبالها، لا بل أن السيدات في انتظارها.
بالنظر إلى إنتاجاتكم بشكل عام، وجديدكم بشكل خاص، نرى الكثير من آلات الوقت المعقدة. ما هي النسبة المئوية التي تمثلها هذه الساعات ضمن المعدّل العام لمبيعاتكم مقارنة مع الساعات البسيطة ذات العقارب الثلاثة؟
إن ساعات التعقيدات لديها جمهور واسع من زبائننا وتمثّل ما نسبته 30% من مجمل مبيعاتنا، بينما تشكل الساعات الكلاسيكية البسيطة من حيث الوظائف 70% من مبيعات ساعاتنا.
كم من الوقت يتطلب الخروج بفكرة مبتكرة، وتصميم وتنفيذ أي من الساعات الجديدة التي تحمل توقيعكم؟
إن الفترة الزمنية لتصميم وتنفيذ أي ساعة يختلف باختلاف نوع الحركة التي تتضمنها الساعة، فآلة الوقت البسيطة التي ترتكز على حركة موجودة أصلاً، ليست بحاجة إلى أكثر من سنة لإنتاجها، بينما يمكن أن تتراوح الفترة الزمنية الخاصة بإنتاج ساعة معقدة بين 5 و7 سنوات، وذلك يتعلق أيضاً بنوع التعقيدات التي تحتويها وبالتصميم والمواد المُعتمدة لصناعتها.
إن ساعات Jaeger-LeCoultre هي في الغالب مستديرة الشكل، إلى جانب العلب المستطيلة لمجموعة Reverso. هل من الممكن أن نرى مجموعة جديدة للدار تتضمّن نماذج بأي أشكال أخرى.
في الواقع كلا، على الأقل ليس في المستقبل القريب. لدينا مجموعة ضخمة من الساعات ونحن نجري بعض التعديلات عليها، ولكننا لم ننوِ بعد الخروج بأشكال جديدة للعلب، وذلك لأنه، وفي المقام الأول، إنتاج نماذج جديدة كلياً ليس سهلاً على المستوى التقني والإداري، وثانياً فإن السوق مشغول باستيعاب جديدنا الغني والمتنوّع، وعلى الأغلب ليس مستعداً حالياً لاستقبال هذا النوع من الساعات الجديدة.
في كل عام ومن خلال مراقبتنا لجديد الساعات غالباً ما نجد اتجاهاً عاماً تلتقي عليه الدور ويطغى على إصداراتها. فهل تلتزم Jaeger-LeCoultre عادة بهذا الخط أو أنكم تنفردون بتوجهاتكم؟
بالنسبة إلينا، نحن لا نتبنّى الإتجاه العام بشكل مباشر وسريع، بل نفضّل أن نفكر ملياً في الإصدارات الجديدة التي نطلقها والتي تلتزم بالروحية الكلاسيكية للدار. نحن نسعى إلى أن يكون جديدنا متكيّفاً مع الأسلوب العصري والكلاسيكي في آن معاً، فقارئات الوقت التي تخرج من مشاغلنا غالباً ما تصبح جزءاً من الإرث العائلي، تتناقلها الأجيال المتلاحقة فيما بينها.